كتاب سنة 501: الغزو مستمر - تأليف نعوم تشومسكي
يسوق نعوم تشومسكي معلومات مكثّفة عن دور الولايات المتحدة الاستعماري الاستبدادي عبر التاريخ، واضعاً تلك المعلومات ضمن منظور تاريخي مديد هو حصيلة السنوات الخمسمئة التي أعقب رحلات كولومبس، امتداداً إلى الآن والنتيجة، عدم تغير دور الولايات في الإخضاع والفتح على مر السنين إلا قليلاً: في هاييتي أمريكا اللاتينية، كوبا، أندونيسيا، وحتى جيوب العالم الثالث التي تنمو داخل الولايات المتحدة. وبالحقيقة ان ما يقيمه نعوم تشومسكي هو موازاة بين الإبادة الجماعية زمن الاستعمار وبين القتل والاستغلال المرتبطان بإمبريالية اليوم. تغير العنوان وبقي المضمون. تغير اسم الاستعمار الأميركي وبقي فعله تحت مسميات معاصرة شاملاً كل أنحاء العالم.
إن الميل نحو العصر الإمبريالى الجديد الذي أعلنته صحافة المال الدولية واضح ومفهوم إلى جانب اتساع الانقسام بين الشمال والجنوب وتقدمه صوب المناطق الغنية. ثمة ميول معاكسة أيضاً، فقد تغير الكثير خلال السنوات الثلاثين الماضيات، لو أن الذكرى 500 للنظام العالمي القديم قد حلت عام 1962 لكان احتفل بها ثانية بوصفها تحريراً للنصف الغربي. أما في عام 1992 فكان ذلك مستحيلاً لأنه قلة من الناس فقط ما زالوا يستطيعون الحديث عن مهمتنا في “قتل الأشجار والهنود”.
الكتاب ليس تاريخا ً، هو إعادة قراءة للتاريخ السياسي، وهذا يشمل الحرب الباردة التي يرى تشومسكي أنها مثال آخر على حرب الشمال والجنوب، التي لازالت قائمة منذ خمسمئة عام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق