كتاب من قصص الأطفال تأليف الصادق النيهوم
.. ثم كان يا ما كان.
. وكان في مدينة بنغازي زنجي عظيم طويل القامة يطوف الأزقة بأكياس الملح، ويضع الأحياء القديمة كل يوم وراء حماره المحمل أصبعه في أذنه، وينادي بصوته الجهوري ملح.. ملح.
وكان الناس في بنغازي يدعونه “عبد الملح”، وكان الأطفال يرهبون رؤيته ويلاحقونه بعيونهم في صمت عندما يلوح بقامته المديدة ويخترق الأزقة متمايلاً وراء حماره مثل نخلة هائلة الإرتفاع والرسوخ، ولكن الزنجي كان يحب الأطفال، وكان يطلع لهم لسانه الشديد الحمرة ويصدر به صوتاًيشبه نقيق الضفدعة حتى يغرق الأطفال في الضحك.
ولد الصادق النيهوم في مدينة بنغازي عام 1937. درس جميع مراحل التعليم بها إلى أن انتقل إلي الجامعة الليبية، وتحديدا بكلية الآداب والتربية – قسم اللغة العربية، وتخرج منها عام 1961 وكان ينشر المقالات في جريدة بنغازي بين عامي 1958-1959 ومن ثم عُين معيداً في كلية الآداب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق