رواية خوف: الجزء الثاني تأليف أسامة المسلم
صَعْب جدا أن تخرج من هاوية أوقعت نفسك بها بغضّ النظر عن ماهية نيّتك ، القليل ممن يحالفهم الحظّ بالنجاة لايلبثوا أن يعُودوا ، الأمر يتطّلب عزيمة صلبة وإرادة قوية لِتصمُد ، لن يكون ذلك سَهلا ، سيكون عليك أن تنأى بنفسك ، ومهما حاولتَ أن تظلّ بعيدا ستظل تناوشك بين الفينة والأخرى مناوشات تُفلح في جَرّك أخيرا بعد أول تماسٍ لِمُحيطك ،
ها أنت الآن في الجحيم الذي قطعت عهدا بشأن عدم العودة إليه مُجددا ، تحاول ألا تفقد نفسك وتتمسك بالأمل ، لكن هل هذه النهاية ، أم أنها البداية فقط ؟
كعادة أسامة المسلم أبدع في هذه الرواية كما في خوف١ و لكن إبداعه المرة هذه مختلف، فعادة الكاتب أن يفاجىء قُرائه بعد كل فصلين او ثلاث بمفاجأة لم تكن متوقعة.. و لكن في خوف٢ كان العكس تماماً، الكاتب هنا أخفى مفاجأته حتى نهايتها…
شخصية خوف عادت لحياتها “الروتينية” مع بعض المواقف هنا و هناك، و ذات يوم قررت سلك مسارٍ لا ضرّ منه و ممكن له المنفعة، لكن سرعان ما ندمت و أدى بها إلى العودة للعالم التي هربت منه في خوف١… تطور شخصية خوف هنا كان نسبي ولكن كان له أكثر كبير عليها، فاهتمامها لأشخاص خارج حدود العائلة دلَ ذلك على صدق كلامها في كل حرف نطقته خلال الرواية… السؤال الذي سيكون ببال الجميع بالتأكيد هو؛ هل هنا سيكشف الكاتب ما إذا خوف هي فعلاً هو؟ أم سيبين أنها من نسج خياله فحسب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق